بنو
يزناسن أثناء
فترة الحرب
العالمية
الثانية :
لقد
كانت المنطقة
تعيش وضعية
شاذة ، وكان
الفرنسيون
يديرونها في
شبه استقلال
تام. ذلك أن
مجاورتها
للجزائر كانت
تدفع
بالفرنسيين
إلى إحكام
السيطرة
عليها منعا
لتسرب
الأفكار
التحررية بين
القطرين وزاد
من ذلك أن
عوامل الوعي
الوطني كانت
قد نمت منذ
أواسط
الثلاثينات.
وأثناء
الحرب
العالمية
الثانية
وبمقتضى ظروف
الحرب ، كان
السكان
خاضعين
لقساوة
القوانين
والمقننات
الحربية فما
إن أعلن عن
قيامها حتى
أشيع في عموم
بني يزناسن
بأن إسبانيا
بحكم تحالفها
مع ألمانيا
ستعمل على
احتلال
منطقتهم
بمساعدة قوات
ألمانيا فبدأ
السكان في
التجمعات
السكنية
الكبرى ـخاصة
في أبركان- في
الهجرة إلى
الجبال و
المناطق
الآمنة حتى
بدت المدينة
خالية من
سكانها خاصة
من النساء
والأطفال
والشيوخ ،
وجاراهم في
ذلك معظم
اليهود الذين
سكنوا
المدينة
آنذاك. لكن حين
تم التأكد من
كذب تلك
الإشاعات
صدرت الأوامر
بالعودة إلى
الحياة
العادية ، فقد
قام منادي في
السوق وأعطى
مهلة يومين
للناس للعودة
إلى منازلهم
وإلا تعرضوا
لأحكام زجرية.
وفعلا بدأ
الناس يعودون
لمنازلهم مع
تهديدات
المراقب
باشلو الذين
كان يطوف
بالدكاكين
ويفتح عنوة
تلك التي لم
يمتثل
أصحابها
لأوامر
المراقبة.
لقد
اشتدت قسوة
المراقبين
على المنطقة
فلم يكن يسمح
للأشخاص
بالتنقل إلا
بواسطة رخصة
وتحت مراقبة
دقيقة ،
واشتدت
الرقابة
والجاسوسية
فشملت
المنازل
والمقاهي
والشوارع ولم
يتورع برونيل
حاكم الناحية
عن اعتقال
الأبرياء
الذين عانوا
محنة التعذيب
الوحشي
واستشهد
بعضهم تحت
السياط
متأثرين
بجروحهم
كمحمد بن عبد
النبي
التزغيني.
لقد
استغل برونيل
هذه الأوضاع
وجمع حوله
الطبقات
الضعيفة
التكوين
الخلقي لتنقل
له حتى أتفه
الأخبار ، فزج
بمئات
الأشخاص في
المنافي
والسجون
بتهمات
متنوعة كاليد
الأجنبية
والتهريب
والنطق بما من
شأنه أن يؤثر
على معنويات
الجيش
الفرنسي ،
والاتصال
بدول المحور
وكذا عدم
الاستجابة
للمساعدات
الحربية إلى
غير ذلك من
التهم
الباطلة. فلم
يكن يمر يوم
دون أن يأتي
طراكسيون
أسود ليشحن
بمئات
الأشخاص إلى
وجدة حيث
يحاكمون
ويودعون في
السجون التي
كانت تعج
بالمعتقلين
اليزناسنيين
الذين أذيقوا
العذاب ونفذ
في حق 16 منهم
حكم بالإعدام
عدا الذين
ماتوا تحت
السياط.
وقدم
الأهالي
مواردهم
الفلاحية
مساعدة
لفرنسا
وحلفائها. ولم
تكن هذه
المساندة عن
رغبة في
المساعدة في
حد ذاتها بقدر
ما كانت عن
طريق الإكراه
والتهديد
وذلك قد ترك
أثرا عميقا في
نفوس الناس
خاصة وهم يرون
ذخيرتهم من
الحبوب
والمواشي
صاحبها
انتشار بعض
الأمراض خاصة
الكوليرا.
ورغم
ذلك فقد كانت
الرغبة في
جلاء
المستعمر عن
البلاد تسري
في النفوس
وزاد من حدتها
تقديم وثيقة
المطالبة
بالاستقلال
في 11 يناير 1944
التي أعطت
دليلا واضحا
على صدق نوايا
رجال الوطنية
وعملهم الجاد
لاستعادة
الحرية للشعب
المغربي.
تقديم
عريضة
المطالبة
بالاستقلال
وموقف
اليزناسنيين
منها
قام
الحزب الوطني
بخطوة هامة في
نضاله
السياسي وخرج
من دائرة
المطالبة
بالإصلاحات
الى المطالبة
بالاستقلال.
فقد تم تهيئ
وثيقة
المطالبة
بالاستقلال
بعدما بحثت
أثناء جلسات
طويلة بين
محمد الخامس
وبعض قادة
الحزب الوطني
حتى تمت
الموافقة على
الصيغة
النهائية
للوثيقة في
بداية سنة 1944
وعرت على 66 شخص
تم انتقاؤهم
فردا فردا في
سرية تامة
وحددت توقيت
إبراز
الوثيقة
وموعد
تقديمها .
وفي
11 يناير قدمت
الوثيقة ولم
يعلم
اليزناسنيون
بخبر تقديمها
في موعدها ، بل
تأخر ذلك حتى
تم اعتقال
قادة حزب
الاستقلال
أحمد بلا فريج
ونائبه
اليزيدي
ووصول أخبار
المظاهرات
العارمة التي
عمت مدن فاس
والرباط
ووجدة وحينها
تم عقد اجتماع
سياسي طارئ في
بركان تقرر
خلاله التوجه
إلى القائد
المنصوري
للاستفسار عن
الأوضاع لما
عرف عنه من
اتصال بمحمد
الخامس إضافة
لأفكاره
التحررية ،
فبلغهم بكون
الحزب قد قدم
مذكرات على
السلطان و
اٌلإقامة
العامة يطالب
فيها بإعلان
استقلال
المغرب . إلا
أن الإدارة
الفرنسية قد
رضخت للتفاهم
لكن على أساس
الإصلاحات لا
على أساس
الاستقلال
فتواصلت
الاجتماعات
السرية في
بركان دون
التوصل إلى
موقف واضح سوى
تحرير عريضة
مساندة تسلم
إلى رجال حزب
الاستقلال.
وإذا
لم تقم ابركان
وكل بني
يزناسن
بالتظاهر أو
التعبير عن
موقفها بشكل
واضح فيكفي أن
أحد أبنائها
وهو قدور
الورطاسي قد
التحق بوجدة
للاستفسار عن
الأخبار
وألقى خطبة
حماسية في
المسجد
الأعظم وتزعم
المظاهرة
التي خرجت منه
وسارت في
الشوارع حتى
اعتقل
الورطاسي
وجملة من
الوطنيين
المشاركين في
المظاهرة
وليس هذا هو
الشخص الوحيد
من أبناء
المنطقة
الذين برزوا
في المعركة
بالكلمة
والمظاهرة
وعرائض
التأييد لحزب
الاستقلال ،
فقد كان
اليزناسنيين
دور هام في
المظاهرات
والأحداث
التي وقعت في
تلك الفترة
خاصة في فاس .
لقد
شارك طلبة
القرويين في
مظاهرات فاس
فمنهم من
اعتقل ومنهم
من أبعد
وآخرون حرموا
من استئناف
دراستهم ومن
الذين شاركوا
في تلك
المظاهرات
بوطيب محمد ،
قاسمي ميمون
الودغيري ،
محمد بن
الطاهر ، محمد
بن بوعزة
اليعقوبي
ومحمد
الودغيري ،
كما أصيب
طالبين بجروح
من جراء
انفجار قنبلة
يدوية رماها
جيش الاحتلال
على
المتظاهرين
وهما قاسمي
ميمون
الفسيري ،
ومحمد بن محي
الدين
البكاوي كما
ساهم
اليزناسنيون
في إحداث
الاضطرابات
التي وقعت في
ثانوية مولاي
إدريس بفاس
وثانوية عمر
بن عبد العزي
بوجدة ومن بين
المشاركين
أحمد
اليعقوبي
واجدايني
بوجمعة .
هكذا
عبر
اليزناسنيون
عن وعيهم
بالقضية
الوطنية
وكانوا في
مستوى حدث
المطالبة
بالاستقلال
إذ شرعوا منذ
تلك الفترة في
بث الفكرة
الاستقلالية
في ربوع
القبيلة
وسلكوا من أجل
ذلك أساليب
تتلاءم
والبيئة
اليزناسنية.
تأسيس
فرع لحزب
الاستقلال في
بركان
مباشرة
بعد تقديم
وثيقة
المطالبة
بالاستقلال
أصبح الحزب
الوطني يحمل
اسم حزب
الاستقلال
وفي هذه
الأثناء أخذ
البركانيون
يفكرون في
ضرورة تأسيس
فرع الحزب
بمدينتهم بعد
أن ظهر لهم
تحمس الناس
للفكرة
الاستقلالية
خاصة في
الاحتفالات
بعيد العرش
سنة 1945 حيث
نادوا و لأول
مرة جهارا
بالاستقلال و
بحزب
الاستقلال
إلا أنه رغم
القيام
بالدعوة
للانخراط لم
يكن هناك
استجابة
لتأسيس
المكتب فقد
أرجئوا ذلك
حتى إطلاق
سراح الحسن
شاطر وعمرو
الوكوتي لما
للرجلين من
سابق عهد
بالدعوة
للحركة
الوطنية
وأدوار في بث
روح
الاستقلال.
وفعلا
في أواخر سنة 1945
ومع إطلاق
سراحهما تأسس
أول مكتب
للفرع
بأبركان وكان
الأعضاء الذي
انتخبوا ضمن
المكتب
يتألفون من :
-قدور
الورطاسي :
كاتب
-عبد
القادر
اليعقوبي :
خليفته
-عمرو
بن محمادي
الوكيلي : أمين
المال
-الحسن
شاطر : خليفته
-عمرو
الوكوتي :
مستشار
وتأسست
أول شعبة
استقلالية في
منزل جلول
الوكلاني
الجديري التي
كانت تسمى
بدار الأرقم
تيمنا بدار
الأرقم في
الإسلام من
هيبة في
نفوس الناس .
وكان عدد
الأعضاء في
أول الأمر 11
عضوا ووصل إلى
20 عضوا قبل أن
تتسع الدائرة
إلى أكثر من
هذا العدد بعد
أن اتخذ
المسؤولون
عدة إجراءات
للاستقطاب
فكانت تتم
دعوة الأشخاص
العاطفين
لتبث فيهم
الدعوة ثم
يزودون حسب
الإمكان
فيقوم كل فرد
بالدعوة بين
عائلته
ومعارفه ، حتى
لقد شاعت بين
الأوساط
النسوية
اللاتي كن
يتحدثن عنها
في الحفلات
والتجمعات.
وبعد
عملية
استقطاب
واسعة
وازدياد عدد
الأفراد تم
تكوين جماعات
من 40 شخصا وكل
جماعة تنتخب
كاتبا و أمينا
يجتمعون في
مجلس جهوي
يحضره عضو من
المكتب لتتم
دراسة كافة
المسائل
المتعلقة
بنشاط
الجماعة. فقد
كان كل كاتب و
أمين يقدمان
تقريرا عن
جماعتهما
وتتم دراسة
واتخاذ
الإجراءات
اللازم
اتباعها .
وكانت
الاجتماعات
خاصة بعد
اشتداد قبضة
الفرنسيين و
تهديداتهم
المتكررة
لمحمد الخامس
وما صاحب ذلك
من رفض الناس
لكل مس به
تختار
أماكنها في
منازل بعيدة
عن الأعين كما
هو الشأن مع
منزل عبد
القادر
الراشدي وعبد
السلام مبارك
و غيرهم .
ومع
تأسيس مكتب
لحزب
الاستقلال في
بركان كان
ضروريا أن
تؤسس
بموازاته
مجموعة من
اللجان كلجنة
المالية
ولجنة
الدعاية
والاستخبار.
ثم العمل على
مواصلة رسالة
التعليم الحر
بأفكار
وتنظيم
جديدين.
لجنة
مالية فرع
بركان
لم
تكن في
البداية من
حاجة لوجود
صندوق تجم فيه
الأموال سواء
مساهمات
الأعضاء أو
التبرعات ، إذ
كانت أغلب
التحركات تتم
على النفقة
الخاصة
وأثناء
الاجتماعات
لم يكن يسمح
بالأكل و
الشرب إلا
نادرا وقد
كانوا
يعتمدون ذلك
أحيانا حتى لا
تعلم النساء
ويقمن بتسريب
الأخبار. ولما
بدأ التفكير
في الدعوة
بالبادية
أصبح لزاما
تخصيص صندوق
خاص لجمع
المساهمات. إذ
كان كل منخرط
يتبرع بعشرة
فرنكات
يجمعها أمين
الجماعة
ويأخذها
للمجلس
الجهوي حيث
تسلم لأمين
المجلس. وفي
عاشوراء كانت
تتم مكاتبة
الأغنياء أو
الاتصال بهم
مباشرة حتى
يدفعوا
للصندوق ما
عليهم من زكاة
كما كانت تصل
بعض التبرعات
من الميسورين
أحيانا . وهذه
الأموال كانت
تنفق على
البريد
والتنقلات
المخصصة
لاستقبال
رجال القبائل
الوافدين على
فرع بركان
لتسليم
إعانات مالية
لعائلات
السجناء.
لجنة
الدعاية
والاستخبار
لقد
تم تكوين لجنة
الدعاية
والاستخبار
والتي كان
يترأسها
مركوم مبارك
رغبة في تتبع
أخبار نشاط
الحزب في
المركز بفاس
وفي بركان
والنواحي
وإذاعتها بين
المواطنين
إذا دعت
الضرورة لذلك .
كما كانت تقوم
بالتحريات عن
أعضاء
الجماعات
للتأكد من
سلامة
تحركاتهم
وعدم وجود
شبهة حولهم
وصدق
انتمائهم. وفي
حالة ملاحظة
تصرفات
مشبوهة كانت
تتخذ إجراءات
ردعية في حقهم
إذ يستغنون من
الدعوة إلى
الاجتماعات
فكان كل عضو
يضرب ألف حساب
لتصرفاته .
إحياء
المدرسة
الحرة
وفي
سنة 1946 فتحت
مدرسة حرة
بتنظيم عصري
بعد مشاورة
لجنة متكونة
من قدور
الورطاسي
وأحمد بن عبد
القادر
الوكوتي
والحسن شاطر
وعمرو
الوكوتي مع
محمد الخامس
بشأن فتح هذه
المدرسة حيث
تم تحرير طلب
الإذن
وإمضائه من
طرف الأربعة
وسلم لعمرو
الوكوتي الذي
مثل أمام
الملك ، وحظي
الطلب
بالقبول
ليعود الجميع
لأبركان ويتم
فتح المدرسة
حتى يتدارك
النقص في
تعليم اللغة
العربية
والتوعية
الوطنية
ولاستغلالها
لأهداف
سياسية.
كان
المقر الأول
للمدرسة في
وسط المدينة
بغرفة فوق سطح
أحد البنايات
كانت في ملك
عبد القادر
الغرف الذي
كان قاضيا
آنذاك. وعين
عمرو الوكوتي
مديرا لها
ومعلما في نفس
الوقت. ولم
يلتحق بها أول
الأمر العدد
المتوخى من
التلاميذ اذ
تجنبها الناس
خوفا من
انتقام
الإدارة
الفرنسية
واقتصر في
البداية
المترددون
عليها على
أبناء
المنتمين
لحزب
الاستقلال
والمؤسسين
لها. ولم تلبث
سوى قليلا حتى
انتقلت لمركز
آخر والذي ما
زالت المدرسة
قائمة به حتى
الآن. ومن
الذين زاولوا
مهنة التعليم
بهذه المدرسة
آنذاك
اليعقوبي
الطاهر وسعيد
الوجدي وأحمد
اليعقوبي.
ويتابع
التلاميذ
دروسهم بها
حتى الحصول
على الشهادة
الابتدائية
أما البرامج
المسطرة ، فقد
كانت اللغة
العربية هي
المادة
الأساسية
التي تدرس
طيلة السنة ،
وفي وقت متأخر
تم استقدام
مدرس للغة
الفرنسية
وكان
التلاميذ
ينادونه (السي
المسيو) .
وبقيت
المدرسة
تواصل
رسالتها
التعليمية
رغم فترات
المد والجزر
التي كانت
تعرفها وتكفل
فرع الحزب
بمصاريفها
حتى شهر غشت 1953
حيث ألقي
القبض على
مسيرها بعد
الثورة التي
عرفتها
المدينة في 17
غشت وأغلقت
المدرسة ليتم
استغلالها من
طرف القوات
الفرنسية
فاسكنوا بها
خليفة للقائد
لكنه سرعان ما
اظطر
لمغادرتها
بعد انفجار
قنبلة من
تدبير عناصر
وطنية .
"لقد
كانت رسالة
التعليم الحر
وثيقة من
وثائق إدانة
الاستعمار في
مجال الثقافة
أولا ولتكوين
الأجيال على
الأصالة
والثقافة
الاسلامية
ثانيا ،
وإعدادهم
وطنيا لساحات
الكفاح ...
ثالثا ،
واستغلال هذه
المدارس
للتجمعات
الوطنية
السرية رابعا"
.
لقد
مثلت المرحلة
الممتدة من
سنة 1937 حتى سنة 1947
مرحلة
استحواذ
النخبة
الحضرية في
بركان على
النشاط
الوطني فقد
نشأت الأفكار
بين المثقفين
والتجار
الذين لم
يتجاوزوا في
البداية 100
فردا كانوا
متأثرين
بالفكر
السلفي. وذوو
ثقافة كتابية.
وابتداء من
سنة 1948 سيلجأ
الفرع إلى
استراتيجية
جديدة بعد أن
فهم أن
البادية هي
الأساس للثقل
البشري رغم
التوجه لها
بحذر والتشدد
في قبول
الانخراطات
وفعلا ستشهد
الفترة فتح
مكاتب جديدة
للحزب في
النواحي
وتأسيس
الجماعات في
البوادي
والقرى.
فتح
مكتب للحزب في
كل بني يزناسن
منذ
سنة 1946 بدأت
دائرة العمل
الوطني تتسع
فلم تعد حكرا
على ابركان
وحدها بل
أصبحت منتشرة
في القرى
والمداشر عن
طريق أبنائها
الذين كانوا
يتصلون
بابركان
للتجارة
وخاصة في يوم
الثلاثاء يوم
السوق
الأسبوعي
بابركان لكن
المسؤولين
ارتأوا ضرورة
العمل بحذر في
البداية لأن
سكان البادية
أقوى حماسا من
سكان المدينة.
وهكذا فقد قام
الحسن شاطر
بجولات في بني
منقوش وعبد
القادر
اليعقوبي كان
ينتقل في قرى
بني وكلان
وبعث بعدد من
الأفراد لأن
ذلك يساعد على
العمل بسهولة
لسابق
المعرفة بين
أبناء المدشر
الواحد
والاطلاع على
ما تخفيه
النفوس.
في
مداغ و
السعيدية
كانت
هذه القيادة
تابعة للقائد
الدخيسي الذي
عرف بعطفه على
الحركة
الوطنية
والوطنيين ،
لذا فقد سهل
تسريب العمل
الوطني
للمنطقة. ومن
الأوائل
الذين أدخلوا
الأفكار
التحررية
لهذه القيادة
، عمرو بن
محمادي
الوكيلي الذي
سمحت له
الظروف بحكم
تجارته
الاتصال
بأبركان
والتشبع
بالفكر
الوطني. ومن تم
نقله إلى
قبيلته. وتدعم
نشاطه هناك
بانضمام
عناصر جديدة .
حتى تم تأسيس
مكتب لفرع
الحزب كان من
أعضائه إضافة
لعمرو
الوكيلي ،
محمد الشاوش
ومولاي علي .
في
أحفير
بدأ
الوعي
بالمسألة
الوطنية
والانضمام
للحزب مع
الصديق
البوتشيشي
الذي كان
طالبا
بالقرويين
وجاء بإذن من
علال الفاسي
ليدعو الناس
للعمل في إطار
حزب
الاستقلال ،
فاستطاع أن
يجمع حوله
عددا من
الأتباع أدوا
اليمين
وأمرهم
بتكوين
جماعات تتألف
من 10 أفراد ،
وكانت
الاجتماعات
تعقد سريا كل
يوم تقريبا
عند تقريبا
عند أحد
الأشخاص عند
أحد الأشخاص
وبحضور رؤساء
الجماعات دون
الألإراد .
وحين كان
إدريس لهبيل
تابعا لفرع
وجدة تم العمل
على جلبه لفرع
أحفير بايعاز
من المسؤولين
في بركان.
واستمر العمل
حتى برزت
طائفة من
الأشخاص أدوا
أدوارا مهمة
في الدعوة
للانضمام
للحزب بأحفير
منهم العربي
البوحميدي
وعبد القادر
الوشاني
وحماد
الحراكي وعلي
المرزوقي.
وكونوا في
البداية
جماعات تابعة
لأبركان فكان
يتم الاتصال
بالمكتب في
بركان عن طريق
إدريس الهبيل
والطيب
الحساني
أحيانا
للحصول على
النشرة. وقد
ساعد الحساني
في المرور
بسلام أحد
الجزائريين
المعروفين
بعلاقتهم
الودية مع
الفرنسيين
وهو محمد
الولهاصي.
ومع
زيادة
المنضمين
الذين كانوا
يؤدون قسم
التضحية تقرر
تأسيس مكتب
بمساعدة
البركانيين
في سنة 1947 وتم
انتخاب قويدر
الوشاني
كاتبا وعلي
المرزوقي
أمينا وكان
المكتب يتألف
من حوالي 8 أو 9
أفراد. وساهم
إدريس لهبيل
في استقطاب
عدد من النساء
حيث ساعدته
تجارته على
ذلك ، فقد كان
ينصب خيمة وسط
السوق لبيع
الأثواب
وكانت تتصل به
النساء كوردة
بنت بلحاج
والحاجة
عائشة
العزاوية
اللتان قامتا
بعمل مهم في
الميدان –4-.
وواصل المكتب
نشاطه في سرية
تامة لقلة
الوسائل
والجو الغير
مساعد زيادة
على كون
السلطة
الفرنسية
كانت تعمل كل
ما بوسعها حتى
تحصر النشاط
الوطني في
بركان دون
غيرها من
المناطق .
في
تافوغالت
كانت
قرية
تافوغالت
والمناطق
المجاورة لها
تصلها أخبار
نشاط الحزب في
بركان خاصة عن
طريق
المواطنين
الذي كانوا
يقصدونها
للتجارة أ,
البركانيين
الذين كانوا
يتجهون
لتافوغالت ،
ولما كانت عدة
عائلات من
القبائل
المجاورة
لتافوغالت قد
يقصدها
الوريمشيون
والعتيقيون
على حد السواء
فكان كل واحد
حسب مستطاعه
يساهم في
التوعية .
غير
أن رغم اتساع
دائرة النشاط
الوطني
وازدياد عدد
المنظمين لم
يتكون في
تافوغالت
مكتب خاص إذ
ظلت الجماعات
وحدها قائمة
وكان
المسؤولون في
فرع بركان
يعملون على
توجيهها ، ومن
العناصر التي
لعبت دورا
مهما في العمل
الوطني. محند
أوعمرو من بني
بويعلي وكان
حسن الكتابة
حتى لم تكن
تعاد صياغة
تقاريره ،
وعبد القادر
وعلي من بني
وريمش
وغيرهما كل
كان في منطقة
معينة .
إن
فروع حزب
الاستقلال قد
انتشرت في
كافة النواحي
وغدت كل القرى
والمداشر على
علم بما يجري
في البلاد غير
أنه يلاحظ أن
كل الفروع
والجماعات في
بني يزناسن
كان مرجعها
مكتب بركان
المسؤول عن
نشاط كافة
المناطق وكان
يراسله مركز
الحزب عن طريق
المندوب
بوجدة يناصر
بن الحاج
العربي ،
فكانت ترسل
إليه
التقارير كل
أسبوع عن
النشاط
بالمنطقة
إضافة إلى
تقارير
استعجالية
بالحوادث
الطارئة حتى
لقد ضرب فرع
بركان الرقم
القياسي في
الاستعلامات .
والى جانب
انتشار مكاتب
للحزب كانت
جرائده
منتشرة وأدت
أدوارا مهمة
في التوعية.
العلم
في بني يزناسن
بدأ
حزب
الاستقلال
منذ شهر شتنبر
1946 في إصدار
جريدة العلم
التي أدت
أدوارا مهمة
في التعريف
بالقضية
المغربية
وتوعية الناس
وتنبيههم
لمقدساتهم
المسلوبة. الى
جانب النشرة
السرية التي
كانت ترسل
للنواحي مع
مبعوثين
خاصين وكانت
تقرأ على
الجماعات في
سرية تامة.
جريدة
العلم في
بركان
كان
قدور
الورطاسي
المسؤول عن
توزيع جريدة
العلم التي
كانت تصل الى
بركان عن طريق
البريد وكانت
تسلم منها عدة
أعداد
للمسؤولين في
أحفير قبل أن
يتمكنوا من
الحصول عليها
مباشرة. وقد
تضاعف عدد
القراء
لجريدة العلم
وكذا لمجلة
الرسالة ،
فكان الناس
يجتمعون في كل
أصيل عند باب
البريد خوفا
من أن يفوتهم
موعد بيعها
فيحرمون من
الاطلاع
عليها خصوصا
بعدما بدأت
مجموعة من
الفعاليات
بالمنطقة
تراسل العلم
بمواضيع تهم
أحداث
المنطقة
كقدور
الورطاسي
وامحمد معي
الصفراوي
فوصل عدد
المبيعات الى
70 عددا من
العلم و10
أعداد من مجلة
الرسالة .
إلا
أنه في سنة 1950
لوحظ انخفاض
في بيع العلم
وتراكمت
المرجوعات
مما أدى
بالوطنيين
إلى الاسراع
للخروج من هذا
الوضع عن طريق
مشروع يفرض
على كل شعبة
الاشتراك في
الجريدة ولو
بثلاثة أشهر
والاتصال بمن
تسمح لهم
قدرتهم على
الشراء ، وأ،
تتم جولات في
الأزقة
والدكاكين
لتوزيع
الجريدة فكان
لهذا العمل
دور في إرجاع
العلم الى
سابق عهدها
وأصبح يوزع
منها حوالي 100
نسخة . ولم تكن
جريدة العلم
ومجلة
الرسالة
رائجة في
بركان وحدها
بل كانت تصل
منها أعدادا
لبعض المناطق
وخاصة الى
أحفير.
العلم
في أحفير
رغم
كون مدينة
أحفير في تلك
الفترة لم تعد
كونها تجمعا
سكنيا صغيرا
فقد كانت
الأفكار
الوطنية
منتشرة بين
أبنائها. وما
إقبالهم على
اقتناء
الجرائد سوى
دليلا قاطعا
على ذلك ، فقد
كان ادريس
لهبيل مكلفا
ببيع جريدة
العلم اذ كان
يتحصل عليها
أول الأمر من
بركان فيقوم
بتوزيع حوالي
10 أعداد
ليرتفع الى 20
عددا مع
ازدياد الطلب
حتى صارت تصله
مباشرة عن
طريق البريد.
وإضافة لكونه
موزعا نشيطا
للجرائد فقد
كان ادريس
لهبيل خلال
فترة وجيزة
يراسل العلم
ببعض
المواضيع الى
جانب مولاي
أحمد بلحاج
ولم تكن
المراسلات
توقع باسم
أصحابها
الحقيقيين بل
بأسماء
مستعارة
تفاديا لكل
خطر ، مثل
المراسل .
وساهم
بعض
الجزائريين
في تهريب بعض
الجرائد
كالشعب
والبصائر من
الجزائر رغم
الرقابة التي
مارستها
عليها فرنسا ،
ومن الذين
عرفوا بهذه
المهمة ميمون
بوقوير والذي
قتله
الفرنسيون في
منطقة الغار
بالجزائر
ومولاي علي
العنبري الذي
نقل الصحف
المغربية
بدورها الى
الجزائر.
وازداد
الاقبال على
الجرائد حتى
كان بعضهم
يغضب لكون
الموزع لم
يحجز له نسخة
ومما كان يخفف
من ذلك أن
الناس كانوا
يذيعون ما
يقرأون فتكون
الفرصة
السانحة
للجميع حتى
يتعرفوا على
مجريات
الأحداث. وفي
وقت ما كان
ادريس لهبيل
يستخدم أحد
الأشخاص وهو
المكي
البوعمالي
ليوزع
الجريدة
بالطواف بين
الأزقة.
وهكذا
فبقدر ما كانت
الحركة
الوطنية تسري
بسرعة بين
الناس كانت
الجرائد
ينتشر
مفعولها
وساهمت في خلق
جو ثقافي
بالمناقشات
في المقاهي
والتجمعات
حول القضية
المغربية
وكافة
الأحداث في
العالم.
لقد
عاشت بنو
يزناسن كل
مراحل الكفاح
الوطني فلم
تمر أي فترة من
فترات الكفاح
الوطني دون أن
يكون
لليزناسنيين
دور فيها ،
ابتداء من
مقاومتهم
للظهير
البربري حتى
الثورة
العارمة
ابتداء من 17
غشت 1953 وما تخلل
هذه الفترة من
أحداث وطنية
هزت كيان
القبيلة
للتعبير عن
موقفهم
الواضح من
التواجد
الفرنسي وبرز
هذا الموقف
خاصة في
مقاطعة زيارة
جوان
والتضامن مع
الشعب
التونسي
ومقاطعة مادة
السكر وعدم
التعامل مع
الخونة
والمتعاونين.
مقاطعة
زيارة جوان
للمنطقة
قرر
المقيم العام
الفرنسي جوان
زيارة
الاقليم
الشرقي فعمل
الوطنيون على
مقاطعتها
باتخاذ سلسلة
من الاجراءات
حيث صدرت
الأوامر
لكافة الجهات
بعدمالالتحاق
بمكان الحفل
ولو على سبيل
الفرجة. وقضاء
الحاجات قبل
حلول موعدها
حتى تبدو
المدينة
خالية من
سكانها ، ومنع
الشباب من
المساهمة
فيها بعد أن
كان القواد قد
أمروهم
باحتطاب
الحطب و تهييء
الطعام ، كما
صدرت الأوامر
للفرسان بعدم
المشاركة
بفلكلورهم .
وقد
تم الانصياع
لتعاليم
الحزب غير فئة
قليلة شاركت
تحت التهديد
فأقيمت مأدبة
غذاء على شرفه
وقدمت له
الورود من قبل
إحدى الفتيات (بنت
بومدين)
وبعدها قام
بجولة في
التوميات أين
شاركه القواد
وعدد من
العملاء في
صيد الخنزير .
وحبا في
المشاهدة
والاستطلاع
التحق بمكان
الحفل حتى بعض
الوطنيين.
واستغلت
سلطات الجهة
هذه الأحداث
للقيام بعدة
اعتقالات
شملت مجموعة
ممن وجهت لهم
الدعوة
ورفضوا
المجيء .
التضامن
مع الشعب
التونسي :
في
يوم 5 دجنبر 1952
دعت الحركة
الوطنية إلى
إضراب
احتجاجي على
اغتيال
الزعيم
النقابي
التونسي
فرحات حشاد من
طرف اليد
الحمراء .
فقامت بركان
ومعها كل بني
يزناسن
بدورها
الإيجابي حيث
عمها إضراب
شامل عم جميع
الإدارات
والمزارع
وضيعات
المعمرين .
ونتيجة لذلك
تعرض العشرات
من
الاستقلاليين
الى الاعنقال
ولم يفرج عنهم
حتى أواخر سنة
1953 حيث صادفوا
محاكمة
المشاركين في
ثورة 17 غشت فتم
الاحتفاظ بهم
في سجن
تاوريرت
وأضيفت لهم
أحكاما
إضافية . كما
تعرضت طائفة
أخرى للطرد
من أعمالهم ،
وعزل القائد
الدخيسي من
منصبه بعد
رفضه
الموافقة على
الأحكام
القاسية في حق
مجموعة من
الوطنيين من
أبناء قيادته .
مقاطعة
تناول مادة
السكر :
احتجاجا
على ما أقدمت
عليه السلطات
الفرنسية من
قمع شرس لعمال
معمل كوسيمار
بالدار
البيضاء ،
وبأمر من حزب
الاستقلال
برزت مواجهة
علنية على
الساحة
وتمثلت في
مقاطعة مادة
السكر
ومقاومة
استهلاكه في
البيوت
والمقاهي .
فعمت مقاطعة
المقاهي
وكسدت تجارته
مما مثل ضربة
قوية لأصحاب
المقاهي
والدكاكين
خاصة وأن جلهم
كانوا من
الفرنسيين و
عملائهم. في
حين أن
الوطنيين قد
استغلوا هذه
المقاطعة
لتربية
الأفراد على
الصبر
واستغلال
ثمنه في أعمال
تعود
بالفائدة على
النشاط
الوطني
مقاطعة
العملاء
والخونة :
لضرب
العزلة على
العملاء
وإظهارهم
بمظهر مشين
والتشهير بهم
، تقرر
مقاطعتهم
وعدم التعامل
معهم حيث تمت
مقاطعتهم
اجتماعيا
وأبطلت
الصلاة
بالمسجد
الكبير بسبب
وجود إمام كان
يساير سلطات
الحماية .
لقد
كان لبني
يزناسن دور
إيجابي في
كافة مراحل
الكفاح
الوطني إذا
كانت هذه
المساهمة
سلمية طيلة
الفترة
الممتدة من
سنة 1930 إلى 1953 حيث
تراوحت بين
التظاهر
والمقاطعة
وعرائض
التأييد أو
التنديد. فقد
كانت
الاعتداءات
المتكررة على
العرش
المغربي منذ 1950
عاملا على
التفكير في
تغيير أسلوب
العمل
السياسي
والاتجاه
للعمل المسلح
بعدما فشلت كل
المحاولات
السابقة ودشن
هذا العمل
الثوري على
الساحة على
شكل عمليات
فدائية
تلقائية أولا
حتى تأسيس جيش
التحرير
واتخاذ
الشمال قاعدة
لتنظيم
الصفوف
وقيادة
العمليات
الحربية.